سحر الكلمات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم منتدانا بالادب والشعر ويساعد على تنمية المواهب ودعمها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الموت الجميل محمد علوان جبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


انثى
عدد الرسائل : 102
العمر : 33
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 02/07/2007

الموت الجميل    محمد علوان جبر Empty
مُساهمةموضوع: الموت الجميل محمد علوان جبر   الموت الجميل    محمد علوان جبر Emptyالخميس أغسطس 23, 2007 4:24 pm

- .......سيء، سيء جدا، انه يوم يبدو من أوله صعبا ، أنا في مزاج سيء بسبب.....
صمت منذر ، وهو يحأول أن يبعد عن مخيلته ، ذكريات يومه الذي سماه سيئا ، فواصل بعناد
- بدءا من العواصف الترابية ، في يوم عطلة الجميع ، هذا يعني أن لا احد من الأصدقاء سيسبقني أو يأتي بعدي كما هي العادة كل يوم ، والجلوس في النادي .....!!!!
لم يعره الرجل الذي كان يسير جنبه أيما اهتمام ، بل انه بدا كأنه لم يكن يسمع ما كان يقوله منذرا ، كانت عيناه مركزتان باستقامة ، ورأسه متصلب لا يتحرك إلى أيما اتجاه ، ولم يكن يلتفت إلى شيء أبدا ، حتى الطريق ، لم يكلف نفسه عناء النظر إلى الأسفل لمعرفة أين يمكن أن يضع خطاه !!!!
حينما وصل النادي ، دخل منذر من البوابة الكبيرة المشرعة ، كان سلامه- على غير العادة – فاترا مع الحراس والعمال في المشرب ، لكنه يومها وهذا ما أكده البعض ونفاه البعض الأخر وبتنا لا نعرف ما الذي جرى ، ولكن واقعة الموت ، كانت من مؤكدات الحدث المتلخص بالاتي : وقف الرجل وسط الصالة ، كان وحده ، إذ كانت الصالة فارغة تماما ، و نظراته زائغة تبحر في الجمود والسكون الكبيرين في قاعة لم يتعودها أبدا هكذا ، ولم يكلف نفسه عناء البحث عن الشخص الذي كان يرافقه قبل دخوله النادي ، بحث في كل الاتجاهات ولم يجد له أثرا ، كان الصمت اكبر من أن يخترق ، لكنه صرح بما كان يدور في دخيلته آنذاك بوجود رفيقه أو عدمه ،
- حقا إن العطلة عبء......
بدا كأنه يكلم نفسه .... وضحك بهستريا وهو يواصل حديثه ربما مع شخص ما موجود وغير موجود ....
- لو كان الأمر بيدي لألغيتها .. تجنبا لهكذا مواقف سودأوية ، إن تدخل النادي ولا تجد أحدا فيه سواك ، بحث عن رفيقه الصامت فلم يجده ، أحس بحاجة إلى احد ما يكلمه، ولم يكلف نفسه عناء التفكير والبحث عنه ، لأنه كان مشغولا بحسب ما كانت تومض به عيناه من بريق تواصل مع تركيزه في مكان ما في آخر النادي ، تحديدا نحو المائدة التي في الزأوية اليمنى القصية جدا والبعيدة عن المدخل حيث كان يقف ، ولم ينتبه إلى رفيقه الثقيل والصامت وهو يقترب منه ولم يقل له أين كنت ، لكنه عاد ودقق في الزأوية اليمنى من الصالة وأشار إلى صاحبه نحوها ....
- هل تلمح دخانا يتصاعد من ذلك المكان حيث تلك المائدة القصية ... وكالعادة ، لم يجبه الرجل ، لكنه اكتفي بهز رأسه ، ولم يطق منذرا صمته، فهجم على الرجل وهزه بعنف ......
- انظر إلي وإلى ذلك المكان ، وقل لي ما الذي تراه ؟
- مثل ماذا ؟ قالها الرجل بصعوبة
- ألا ترى دخانا مختلفا ألوانه يتصاعد من المائدة ؟
هز رفيقه رأسه علامة النفي ، حينها بدت ملامح منذر تتغير ، وباتت انفعالاته محاطة بخوف عجيب ، طغى عليه ، وكانت شفتاه ترتجفان ، وجسده محنط وهو يرتعد ، ولم تدم فترة وقوفه طويلا إذ سرعان ما عاد وقبل أن يصل البوابة تعثر ، لكن يد رفيقه امتدت إليه بسرعة ورفعته بيسر ، تعجب لها منذرا - من أين استمد القوة ليرفع جسدي الثقيل عن الأرض ؟
- هذا المغفل
تركه منذر حينما استطاع أن يسرع ليخرج من البوابة التي كانت تكاد أن تغلق تماما خرج منذر وبقي صديقه الذي لا يعرف حتى اسمه إذ أحال الباب الثقيل بينهما ، حينما وجد نفسه وحيدا وخارج بوابة الاتحاد المغلقة أحس براحة عجيبة وسار بتكاسل واسترخاء مخترقا أزقة وخارجا من أخرى مبتعدا قدر استطاعته عن بوابة الاتحاد ، دخل مقاه وخرج من أخرى ، وفي لحظة خوف قاتلة الصق خده وجسده بجدار أسمنتي متجنبا رشقة رصاص من رتل عسكري كان يسير بسرعة، ولم ينفعل أو يخاف إلا حينما واجهه رفيقه الثقيل الذي تخلص منه أمام بوابة الاتحاد ، حينها ضحك منذر بعفوية وهو يسأله عما به؟ وحينما لم يجد جوابا ، سأله
- ما بي أنا يا رفيق؟!!! إزاء صمت لا أعرف مداه ، مارسته معي بطغيان كبير ، أنا لا أخافك أيا كنت !
هز الرجل رأسه حزنا ، وكاد أن يبكي ، حينها تلاشى غضب منذر ،وتذكر أن هناك الكثير .. الكثير ممن يلازموننا دونما معرفة ، هل هذا واحدا منهم ، ربما ، لكن الشك جعله يزيح هذه الخواطر بعيدا ، ربما امتد لساعة أو أكثر ، لكنه حينما تذكر المنظر في أقصى الصالة الكبيرة الفارغة .. ولون الدخان المتصاعد منها ، أدرك إن من يراه هو الذي خطر في باله حينما كان وسط الصالة
- هل أنتما واحد....؟
هز الرجل الثقيل رأسه ، علامة لا هي إيجاب ولاهي نفي !، أدرك من خلالها منذرا أنها علامة أشارت إليها عرافة ، رآها في أحلامه وكانت تتكرر ، والمشهد ذاته يتكرر ، إذ تهمس بحديث في أذن أمه ، لكنه كان يسمع الحديث بنفس النبرة ..........(( سيزوره عزرائيل في أواخر أيامه ، في يوم يكون فيه كل شيء يغط بسبات ، لا حراك ، لكنه سيرافقه ليوم كامل ... لا يستطيع أن يقبض روحه بسرعة لان الله يخلق قلائل يتشبثون بالحياة بقدر كبير ومنهم ابنك منذر، ولهذا سيلوح له عزرائيل في صالة فارغة من بعيد طالبا منه أن يقترب منه لكن ابنك سيهرب منه ، وحينما يتأكد له انه نجح في الهرب ، سيجده أمامه ، وقبل أن يقبض روحه يبكي ، - سيبكي عزرائيل – وهذا ما لم يفعله مع احد إلا مع القليل جدا من البشر أو مع من امتلك القدرة على تحويل الصمت والسكون إلى حركة ما ........
- صدقني حينما لوحت لك في الصالة كنت أود أن أعطيك وقتا ما لكتابة أخرى .
- لكني عرفتك ، ولم افعل ما أردت... هربت علني أنجو
- هربت ... أكمل
- اجل.... صمت منذر ولم يكمل وتذكر تلك السقطة على الباب ، وكيف انتشله رفيقه الثقيل ، اذ مد يده بسرعة البرق مانعا جسده من ملامسة أرضية الصالة .
- افعل ما تريد .... ولكن إياك أن تخدش جسدي ... أو تشوهه .
- لدينا وقت أود أن أسألك واعلم أن هذا ليس من حقي ، ولكني أريد أن اعرف منك شخصيا .
- اسأل ما تشاء ... من حقك وغيره ........
- لماذا لم تصلي ...........؟
- فوجئ منذر بالسؤال ، ولم يعدم بديهيته المذهلة حتى في أحلك الساعات ......
- أجاب بسرعة وبالعراقية الدارجة (( يا أخي هي وين الحكومة حتى واحدنا يصلي !!!!!!!!!!!)) .
فوجئ عزرائيل بجوابك يا منذر وكاد يختنق من الضحك، ولهذا رحلت بجمال يحسدك عليه كل من عاش بعدك .......
أتذكر عزيزي منذر حينما تحدثنا عن أهم الروايات التي تركت أثرا في نفسك أجبت وأنت تضحك ضحكتك الجميلة
- إنها رواية موت الأعزب .........اترك تفسير اختيارك للرواية لمن قرأها
- شكرا منذر على كل الحميمية
- وشكرا على القطيعة الجميلة


بغداد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imane.ahlamontada.com
 
الموت الجميل محمد علوان جبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سحر الكلمات :: الشعر ولادب-
انتقل الى: