لأجل عينيك والأيام القادمة ـ سامح كعوش

للأيام القادمة
خزّنت ُ مليون كأس ٍ من الدمع المالح
و صحن َ الجزر المقشر و الفستق و اللوز
و جرعةً من الويسكي الفاسدة



للأيام القادمة
خبّأتُ وجه هاروت الأرمني
و شارل الجميل
و رضوان الطيب
و أرنستو الباحث في كأسه عن نشوة صديقته
وحجر الفلاسفة

للأيام القادمة
وزّعتُ نظراتي على فراغ هذا الكون ليمتلئَ بالبكاء
و زرعتُ قلبي في بستان السماء
ليصيرَ قمراً أزرق
أعلنتُ نهاية العالم
بقليلٍ من القلق على مصير هذه البشرية التعيسة
يقودها الأنبياء و الفلاسفة
إلى المقابر الجماعية التي ملأتها أفكارهم
بالجثث و الكلاب

للأيام ِالقادمة
كتبتُ شعراً لن تقرأهُ عيناكِ
و رسالةً لن تصلكِ
و طبعتُ على وريقاتها قبلةً
تتسعُ لملايين الأقمار التي تسبحُ في فلكِ وجهكِ
ولا تسقط في فضاء عتمتي

للأيام القادمة
قطةٌ جائعةٌ لليالينا الحميمة
تموء عند انطفاء قنديل الله و ابتداء عشقنا الليليِّ
قطةٌ احتفظتْ بشهوتي إلى حليبكِ
و ثديكِ ملء فمي
ذئبتي المرضعة
سأنحني لكِ
في الأيام القادمة
لأطبع قبلةً على ركبتكِ
وأقطع يدكِ رهينة لقائنا غداً

للأيام القادمة
سأصرخ ملء حريّتي :
" يا أرباب الكرة الأرضية ِ و يا كلابها
سأنتزع منكم أمي
و حبيبتي
و علاقة المفاتيح
و سأغسل وجهي كلّ صباحٍ
أقلّم أظافري بمقص الورق
أقلع عن عادة الشعر
و أمورٍ أخرى
لستُ ...
أذكرها